روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | التوحيد في دعوة عيسى عليه الصلاة والسلام ـ 11

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > التوحيد في دعوة عيسى عليه الصلاة والسلام ـ 11


  التوحيد في دعوة عيسى عليه الصلاة والسلام ـ 11
     عدد مرات المشاهدة: 1920        عدد مرات الإرسال: 0

¤ اتخاذ الأنصار لدعوة التوحيد:

لما لم تجد الدعوة والآيات والحجج مع المدعوين من بني إسرائيل، ووجد عيسى عليه السلام منهم الصد والإعراض، والكفر بالله سبحانه وتعالى، إتخذ عيسى عليه السلام وسيلة أخرى في دعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى، وذلك أن يكون له أعوان منهم، يناصرونه على الحق، ويحملون لواء الدعوة معه ومن بعده، كما كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم له صحابته الكرام، وهم الذين آزر الله بهم نبيه ونصره، وبلَّغ بهم دينه وأعلاه.

وقد أخبر الباري جل وعلا عن حواريي عيسى عليه السلام فقال سبحانه: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ*رَبَّنَا ءَامَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران:52-53]. يقول ابن كثير: "يقول تعالى {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى} أي إستشعر منهم التصميم على الكفر والإستمرار على الضلال، {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}، أي من يتبعني إلى الله؟ والظاهر أنه أراد -مَن أنصاري في الدعوة إلى الله- كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مواسم الحج قبل أن يهاجر «ألا رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي» صحيح أبي داود: 4734، حتى وجد الأنصار فآووه ونصروه، وهاجر إليهم فواسوه ومنعوه من الأسود والأحمر، رضي الله عنهم وأرضاهم. وهكذا عيسى ابن مريم عليه السلام إنتدب له طائفة من بني إسرائيل، فآمنوا به وآزروه ونصروه وإتبعوا النور الذي أنزل معه.

ولهذا قال تعالى مخبراً عنهم: {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ *رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}، والحواري الناصر كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب الناس يوم الأحزاب، فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير رضي الله عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي حواري، وحواريي الزبير».

وقد شهد الحواريون شهادة الحق فقالوا: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} أي: الشهادة النافعة، وهي الشهادة بتوحيد الله وتصديق رسوله مع القيام بذلك، فلما قاموا مع عيسى عليه السلام بنصر دين الله وإقامة شرعه آمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة، فاقتتلت الطائفتان، فأيد الله الذين آمنوا بنصره على عدوهم فأصبحوا ظاهرين.

المصدر:: اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.